صدر حديثًا، عن دار الوتد، كتاب “وقفات اقتصادية في زمن كورونا” للكاتب الدكتور هاشم السيد. ويستعرض الكتاب آثار انتشار فيروس كورونا على الاقتصادات العالمية من خلال بعض القطاعات مثل أسواق المال، والسياحة والسفر، والمولات والمراكز التجارية، والبطالة، وسوق السيارات، ومستقبل العملات النقدية، والموازنات الحكومية، والقطاع المصرفي، وميزانية الأسرة. كما يتطرق إلى ما أفرزته الجائحة من دروس مستفادة في ترشيد الإنفاق، والاستثمار الأمثل للموارد، والمسؤولية المجتمعية للشركات، والاهتمام بتقنية المعلومات، ومساعدة القطاع الخاص في وجه الأزمات، والإنفاق على القطاع الصحي. هذا علاوة على جهود دولة قطر في التعامل مع الأزمة والحد من آثارها، حيث قدمت قطر نموذجاً ناجحاً في تجاوز تداعيات الفيروس على الاقتصاد بتحقيق التوازن بين الاهتمام بالوقاية والعلاج في جائحة كورونا مع المحافظة على الأداء الاقتصادي وتعزيز الموارد، لتعبر عن دولة رائدة وقيادة حكيمة تستطيع التعامل مع الأزمات على أسس علمية.
ويرى د.هاشم السيد أن جائحة كورونا وجهت ضربات موجعة إلى الاقتصاد العالمي، ورغم أن التداعيات البشرية والاقتصادية للجائحة لا يمكن حصرها حتى الآن، فإن المؤكد أن الخسائر في هذين المجالين ستكون كبيرة، وتجعل مواطن الضعف القائمة بالفعل على صعيد الاقتصاد العالمي عرضة لاضطرابات اقتصادية ومالية أكثر. وقد أدت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمنع انتشار فيروس كورونا وتعليق الحركة التجارية إلى وقف تام لمعظم الأنشطة الاقتصادية.
وحول الدروس المستفادة من الجائحة يقول إنها عززت دور التكنولوجيا في تسيير الأعمال والحصول على الخدمات، وتوفير البدائل لانتظام العملية التعليمية والعمل عن بُعد للحد من الاختلاط، كما أظهرت أهمية القوة الرقمية والمعلوماتية ووسائل الدفع الإلكترونية. كما لفتت الجائحة الأنظار إلى الحاجة الملحة للاهتمام بالبحث العلمي وزيادة الإنفاق على الخدمات الطبية وتوطين التكنولوجيا والصناعات، والعمل على الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية والأدوية، واتخاذ إجراءات على صعيد السياسات الصحية والاقتصادية، بما في ذلك التعاون الدولي، للتخفيف من آثارها، وتقوية قدرات الدول على الوقاية من أحداث مماثلة في المستقبل والتصدي لها.