دور النخب الفكرية

يهدف هذا البحث الأكاديمي، إلى محاولة فهم شبكة المفاهيم في موضوع الأطروحة، والعلاقات الممكنة بينها. وتفسير ذلك أن الأمر يتعلّق بداية بمحاولة استقصاء طبيعة “النخبة الفكرية القطرية” من حيث النشأة والأصول والاتجاهات والأدوار الاجتماعية. ثم بعد ذلك يتعلق الأمر بمحاولة فهم طبيعة “الحراك الثقافي القطري” من جهة درجة حضوره وتوهّجه الآن. ثم بعد ذلك يستدعينا البحث إلى محاولة تفكيك أشكال العلاقات الممكنة بين هذين القطبين المفهومين “النخب الفكرية” من ناحية و”الحراك الثقافي” من ناحية أخرى، وذلك حتى ندرك حقيقة التفاعل القائم بينهما، ونصل إلى الإجابة عن السؤال الجوهري: هل التأثير أحادي الاتجاه أم إنه تبادلي بينهما؟ ومن ثم نرتقي بالبحث إلى درجة أرفع وهي محاولة فهم آليات هذا التأثير وحدّته، والاتجاهات التي يسير فيها؛ ذلك أن الثقافة في الظاهرة الاجتماعية كما بينت استطلاعاتنا الاستكشافية هي منتج يخضع إلى إحداثيات تحدّدها المصالح، والأيديولوجيات، والصراعات بين القوى القائمة المختلفة؛ حيث كانت الثقافة دائما، مثلها مثل الفكر، منغمسةً غالبا في الإطار السياسي، ومعفّرةً بغبار المعارك الأيديولوجية، ومن الصعب الحديث في مجالها عن حياد تام، وهذا هو في اعتقادنا المدخل الإشكالي الحقيقي في موضوع بحثنا.