السرديات البيئية نحو نقد بيئي للرواية العربية

تنخرط هذه الدراسة في البحث عن كل جديد في الدراسات النقدية المعاصر، خاصة وهي تعول على الدراسات البيئية في ذلك، لأن هذه الأخيرة استطاعت أن تجد بعض الحلول التي لم يستطع التخصص النقدي الضيق الإجابة عنها، ولهذا فكل الدراسات النقدية لما بعد الحداثة، تحاول اقتراض بعض آلياتها من علوم أخرى، لتستطيع توسيع دائرة رؤيتها النقدية للأشياء والكلمات.

ولم يكن هذا بعيد عن الدراسات النقدية التي عرفت منعطفا معرفيا كبيرا، أخرجها من دائرة التخصص الضيق لتنفتح على أفق تعدد التخصصات، ومن السرديات التي ماتزال تعتمد لعهد قريب على أدبيات البنيوية، التي تجاوزها أغلب القائلين بها، فدخلنا في عصر ما بعد البنيوية التي أفرزت لنا مناهج نقدية جديدة، مثل النقد الثقافي، والنقد النسوي، ودراسات ما بعد الاستعمار، ودراسات الذاكرة والسرديات ما بعد الكلاسيكية …. غير أنه وبجانب هذه المناهج استطاعت مقاربة نقدية أن تجد لها صوتا أمام صوت الكبار، وهي ما أصبحت تعرف بالنقد البيئي بفروعها المتعددة منها ( السرديات البيئية )، ليجد هذا النقد نفسه يكبر تحت أعين الدراسات البينية، خاصة وهو يحاول أن يجيب عن سؤال تعاني منه البشرية الآن، وهو سؤال الأزمة البيئية وقضاياها، وكيفية المحافظة على الطبيعة والمحيط، برؤية مستدامة لأجيال القادمة، في ظل تقاطع العلوم المادية والعلوم الإنسانية، وهذا ما دعت إليه منظمة اليونسكو في أهدافها للتنمية المستدامة خاصة قضايا البيئة والتغير المناخي، كقضيتين مركزيتين لتحقيق الاستادمة، بهذا تمكن النقد البيئي، وأهم فروعه وهي السرديات البيئية أن تجد لها مكانا تناقش فيه قضايا متعددة مزحزحة مركزية الانسان، إلى مركزية البيئة، ولكن دون تفريطها في العلاقة بين البيئة والإنسان والأدب والسرد.